السياحة الرياضية في الأردن: غابات زوبيا وبرقش نموذجًا

ستادكم سبورت
تُعد السياحة الرياضية من الاتجاهات الحديثة والواعدة في قطاع السياحة الأردني، حيث تمثل نقطة التقاء بين الرياضة والاستجمام والطبيعة، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الزوار المحليين والدوليين لاستكشاف جمال البلاد من منظور مختلف. بصفتي أحد أبناء الأردن، وتحديدًا من المناطق المحيطة بغابات زوبيا وبرقش، لطالما شاهدت الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها هذه الغابات لتكون مقصدًا مهمًا في مجال السياحة الرياضية البيئية. لقد عشت تجربة الاقتراب من الطبيعة، والمشي بين الأشجار المعمّرة، واختبار هدوء المكان الذي يشكّل بيئة مثالية لرياضة المشي الجبلي (الهايكنج) والأنشطة الخارجية الصحية.
إن السياحة الرياضية تُعد من الاتجاهات الحديثة التي باتت تحظى باهتمام متزايد في الأردن، لما توفره من توازن بين النشاط البدني والاستجمام واكتشاف الجمال الطبيعي.
وتُمثّل غابات زوبيا في محافظة إربد، وغابات برقش في اربد، نموذجين واضحين على قدرة الطبيعة الأردنية على استقطاب الزوار من داخل المملكة وخارجها. هذه المناطق ليست فقط غنية بالتنوع الحيوي، بل تُوفر أيضًا تضاريس مثالية لمحبي المغامرة والرياضة في الهواء الطلق، وسط بيئة آمنة ومريحة نسبيًا.
وإلى جانب رياضة الهايكنج، فإن هذه الغابات تتيح إمكانية تطوير مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل رياضة اليوغا في الطبيعة، والتي تشهد اهتمامًا عالميًا متزايدًا لما لها من فوائد على التوازن النفسي والجسدي، كما يمكن أن تتحول هذه المواقع إلى بيئة مفتوحة لإجراء أبحاث متخصصة في التدريب الرياضي، خصوصًا في مجالات التحمل، التكيف مع البيئة، والعلاقة بين الأداء البدني والعوامل الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استغلالها في تنظيم برامج التخييم الكشفي والتدريب القيادي للشباب، ما يعزز من بناء الشخصية والانضباط الذاتي والعمل الجماعي. ولا يقتصر الأمر على الترفيه، بل يمتد ليشمل تنمية المهارات الحياتية، ودعم السياحة التعليمية والصحية.
كما ان هذه الغابات أصبحت محط اهتمام من قبل مجموعات سياحية شبابية ومبادرات مجتمعية تنظم رحلات منتظمة، وهو ما يُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي ويوفر فرصًا لسكان المناطق المجاورة.
ولعل الأهم من ذلك أن هذا النوع من السياحة يدعم الوعي البيئي، ويشجع الناس على الاهتمام بالمحافظة على الطبيعة، بدلًا من استنزافها. صحيح أن البنية التحتية ما زالت بحاجة إلى تطوير، من حيث المرافق الأساسية والتنظيم الرسمي للمسارات، إلا أن الإمكانيات الموجودة تفتح المجال أمام استثمارات نوعية ومبادرات محلية ناجحة. إن تعزيز السياحة الرياضية في غابات مثل زوبيا وبرقش لا يُعتبر فقط استثمارًا في الطبيعة، بل هو استثمار في الإنسان والمجتمع، وفي صورة الأردن كوجهة سياحية متنوعة ومستدامة، تجمع بين الرياضة، والصحة، والتعليم، والثقافة البيئية.
اسامه ابراهيم علي درادكه – محاضر في جامعة جدارا- كلية التربية الرياضية- قسم التدريب الرياضي.