دكتور فايز أبو عريضة يكتب…الثقافة الرياضية بين الواقع والمأمول

أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم سبورت -في اكثر من جلسة مع الشريف فواز شرف كنت استمتع برؤيته الثاقبة وفهمه العميق لمفهوم التربية الرياضية بكافة اشكالها والتي يركز في حديثه الشيق في مناسبات عديدة على اهمية الوصول بالرياضة من ممارسة ميدانية في الملاعب والصالات سواء كانت تنافسية لرياضيات المستويات المختلفة او ممارستها للصحة والترويح والوقاية والعلاج للمعاقين الى ما نصبو اليه من ثقافة راقية في الفهم والسلوك .
وهذا ما بدأ به عند تسلمه مسؤلية مؤسسة رعاية الشباب في منتصف ستينيات القرن الماضي حيث كانت مراكز الشباب البيئة المناسبة لتنفيد طروحاته بالتدرج في المعلومة والمعرفة الى ثقافة رياضية شبابية تترجم إلى سلوك طيب واخلاق عالية للشبيبة في الشارع والملعب والمدرسة .
وفي تلك الفترة كانت البداية الحقيقة لماسسة العمل الشبابي بفلسفة واضحة في ذهن العاملين مع الشباب في كل مواقعهم التطوعية والوظيفية ، والذي عايش تلك الفترة يتذكر جيدا كيف كانت مراكز الشباب الحاضنة الرئيسية بعد المدارس والمعاهد للأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية وانعكس ذلك على جيل من الشباب ساهموا في تطوير ورفد الحركة الرياضية بكوادر وطنية واعية وفاعلة .
وتوج الشريف فواز رؤيته ورسالته عندما تسلم اول وزارة للرياضة والثقافة في الحكومات الأردنية عام 1976
وكانت الثقافة عنوانا للمزج بين الرياضة والعلوم والمعارف للوصول إلى ثقافة مجتمعية لكل الفئات العمرية من الأطفال وصولا الى الشباب والكبار وللجنسين .
وفي ضوء ذلك نرى اننا اليوم بحاجة إلى اعادة النظر في برامج مراكز الشباب والاندية الرياضية لتشكيل الوعي والإدراك باهمية الثقافية الرياضية كهدف من ممارسة الأنشطة الرياضية خارج اطار الفوز والخسارة في المباريات
والذي اصبح مع الأسف هدفا لرياضتنا التنافسية هذه الايام وانعكست سلبا على فكر وسلوك العديد من الشباب في الملاعب الرياضية وعلى مشاركاتهم في الكتابة اللاثقافية على المنصات الرقمية .
العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك