ملعب الزرقاء بين الواقع والجدل

عاطف عساف 

أصبح ملعب الزرقاء ذو الأرضية الصناعية حديث الأوساط الرياضية الأردنية في الآونة الأخيرة، بعد تزايد شكاوى اللاعبين والأندية من الإصابات المتكررة التي يشهدها الملعب خلال المباريات الرسمية. ورغم الأصوات المتعالية المطالبة بإعادة النظر في جدوى استخدام الملعب أو استبدال أرضيته، يصر اتحاد كرة القدم الأردني على اعتماد الملعب كأحد الملاعب الرئيسة لإقامة المباريات.

العديد من اللاعبين أبدوا استياءهم من طبيعة الأرضية التي لا تساعد على انسيابية اللعب، وتزيد من فرص التعرض لإصابات المفاصل والعضلات، خاصة مع تكرار المباريات وضغط المواسم. فالأرضية الصناعية، وإن كانت تحل مشكلة نقص الملاعب العشبية وصعوبة صيانتها، إلا أنها تشكل تحدياً كبيراً أمام سلامة اللاعبين ومستقبلهم الرياضي.

الأندية بدورها حملت الاتحاد مسؤولية ما يحدث، معتبرة أن الإصرار على استخدام الملعب يتجاهل الأضرار المباشرة التي تطال اللاعبين. بعض الإداريين وصفوا الأمر بأنه “مغامرة غير محسوبة” قد تؤثر سلباً على مسيرة الفرق والبطولات المحلية.

في المقابل، يبرر اتحاد الكرة موقفه بصعوبة توفير بدائل جاهزة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الملعب يخضع لمعايير فنية معتمدة وأن استخدام الأرضيات الصناعية أمر معمول به في عدة دول، خاصة تلك التي تعاني من نقص في الملاعب ذات الأرضية الطبيعية. كما يشدد الاتحاد على أن الإصابات جزء من اللعبة، ولا يمكن حصر أسبابها بملعب واحد.

ومع ذلك، تبقى التساؤلات مطروحة: هل الحلول المؤقتة تستحق المخاطرة بمستقبل اللاعبين؟ وهل من الممكن أن يكون الاستثمار في إعادة تأهيل الملعب أو إنشاء ملاعب عشبية جديدة أكثر جدوى على المدى الطويل؟

يبقى ملعب الزرقاء الصناعي نموذجاً للجدل بين الحاجة العملية والاعتبارات الصحية، بين الحلول السريعة ورؤية التطوير المستدام. وفي ظل هذا الجدل، يبقى اللاعب الأردني الخاسر الأكبر، بين أرضية لا ترحم وطموحات تصطدم بأرض الواقع.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى