“الفيسبوك” يضرب المعنويات.. كيف الخلاص؟

خالد الخطاطبة

في حقيقة لا مجال للتشكيك فيها، باتت منصات التواصل الاجتماعي وخاصة “فيسبوك”، بيئة خصبة لضرب معنويات اللاعبين والمدربين، بل والإداريين، لزخم الملاحظات والانتقادات التي تأتي من عقليات مختلفة لتحقيق غايات متعددة.

وربما يعتبر لاعب كرة القدم والمدرب في المنتخبات الوطنية والأندية، الأكثر عرضة للتأثر السلبي بهذه العبارات والمقالات التي تنشر على مواقع التواصل، ما يسبب التأثير على الأداء، وبالتالي تعريض النتائج للخطر بسبب عدم جاهزية اللاعب نفسيا لتقديم أفضل ما لديه، بعد أن ضربت الانتقادات السلبية معنوياته، ووضعتها في الحضيض.
وتشهد المرحلة الحالية، تفاقما لتأثير الانتقادات السلبية للاعبين والمدربين، بسبب إغفال أغلب المنتخبات الوطنية والأندية لأهمية تواجد المختص النفسي القادر على تحويل هذه الانتقادات السلبية، إلى وقود من الايجابيات في نفس اللاعب.
ولا شك أن ما يكتب من نقد على صفحات التواصل الاجتماعي، لا يمكن تصنيفه بشكل عام في خانة السلبيات، لأن هناك آراء رياضية وملاحظات حقيقية وواقعية ومن الأجدى، أن يستفيد منها المعنيون، ولكن تبقى مشكلتنا في النقد السلبي غير المبني على قواعد علمية منهجية، وإنما نقد بسبب العاطفة أو لأهواء شخصية وما شابهه من أسباب.
ويعترف الكثير من نجوم الكرة الأردنية والمدربين، بتأثرهم السلبي بالانتقادات القاسية التي تكتب على صفحات التواصل الاجتماعي، بعد كل مباراة أو حدث كروي، ورغم محاولات إبعادهم عن متابعة صفحات التواصل خلال المنافسات المحلية والخارجية، إلا أن فضول اللاعب يدفعه دائما لاختلاس النظرات للصفحات، عسى أن يجد عبارات ترفع معنوياته، ليتفاجأ بكلام هادم للمعنويات ومثبط للعزيمة.
والمشكلة “الأدهى والأمر” في واقعنا الكروي، أن هناك “ذبابا إلكترونيا” يحركه لاعبون وإداريون، لشطب مدرب معين، أو إحباط لاعب، لأسباب وأغراض بعيدة كل البعد عن التنافس الشريف والروح الرياضية.
ما يدفعنا للحديث عن مشكلة التأثيرات السلبية للصفحات، هو ولع لاعبينا بها وبما ينشر عليها، ما يتسبب في تحطيم معنوياتهم، في مرحلة تشهد إقبال نجوم الكرة الأردنية على مشاركة تاريخية في المونديال، وهذا يتطلب من المعنيين في اتحاد الكرة وإدارات الأندية الانتباه لهذه المشكلة، إذا ما أرادوا لاعبين قادرين على دخول المباريات بمزاج جيد ومعنويات عالية.

الغد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى