أردننا أمن وأمان وراحة واطمئنان

صالح الراشد

غادر طلاب وطالبات الدول المشاركين في البطولة الرياضية المدرسية العربية صالات وملاعب العاصمة الأردنية عمان، واتجهوا صوب عجلون الهيبة والمهابة والجمال، التي بناها عز الدين أسامة أحد قادة صلاح الدين الايوبي، فدخلوا رحلة أحلام عبر التاريخ بزيارتهم قلعة العز، الرابضة بإكبار منذ قرون طويلة شاهدة على عظمة المكان والسكان والتاريخ الضارب في القدم، وكأنها تقول لكل من يزورها “أنا قلعة الصمود كم تكسرت على أبوابي جيوش وغابوا وبقيت أنا شاهدة على عظمة الأردن، واليوم أفتح أحضاني وأبوابي ترحيباً وفرحاً بكم”، نعم هي عجلون حبث جبال الزيتون تمتد لمساحات شاسعة بمشهد خلاب يخطف الألباب.

ومن هناك شدوا رحالهم صوب مدينة الحُلم جرش الأثرية ليعبروا بوابتها التاريخية ليكونوا شهوداً جدداً على عظمتها وقيمتها التاريخية بمدرجاتها ومسارحها، متجولين في شارع الأعمدة حيث تنتصب معانقة السماء بكل أبهة وروعة، فيما تستضيف سنوياً مهرجان جرش للثقافة والفنون، ليصبح هذا المهرجان طريق النجومية للعديد من الفنانين العرب، لتحيا جرش الماضي بقوتة والحاضر بجماله وفنونه.

هي رحلة اقتنصها المشاركون في البطولة ونظمتها وزارة الشباب والاتحاد الرياضي المدرسي، بتنسيق مع وزارة السياحة التي تُدرك أهمية هذه الرحلات التي ضمت زائرين من ثمانية دول وحوالي خمسمائة مشارك، لتحمل البطولة والمنافسات والرحلات في ثناياها صورة واضحة للعالم بأن الأردن وطن الأمن والأمان والمحبة والاحتفاء بالضيف، وان الطالبة الصغيرة العربية القادمة للأهل لا تشعر بالغربة عن وطنها، فهنا جميع أبناء الوطن أقارب للمشاركين والمشاركات، مما يشير بوضوح لارتقاء مؤشر الأمان المجتمعي للمواطنين، وارتقاء ثقافتهم في الترحيب بالاهل من الدول العربية العزيزة والشقيقة.

لقد ساهمت البطولة ونجاحها وأمنها وأمانها في تعزيز الثقة الدولية في أمن واستقرار الوطن، وأنه صامد ثابت بقيادته الهاشمية وبرؤى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده المحبوب الأمير الحسين بن عبدالله، وبقوة وجهوزية أجهزته الأمنية وحرص شعبه في الحفاظ على الوطن حراً أبياً أمنا، ليكبر الوطن في عيون زواره وفي قلوب العالم كون هذا الوطن ينام فيه الجميع آمنين ، لنشعر أن الوفود ستغادر وقد ترك كل منهم جزء من قلبه في عاصمة القلوب.

آخر الكلام:

سيغادر المشاركون مندهشون من الحضارات التي سكنت الأردن، وكيف حافظ أبناء الوطن على تراث من قبلهم وافتخروا به، وقدموه بصورة حضارية للبشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى