بدون مجاملة .. هذا هو بطل الدوري الاردني..؟

صالح الراشد
اصبح أمر الظفر بلقب بطولة دوري كرة القدم للمحترفين في الأردن محسوماً للمسيطر على الكرة الأردنية وبلا أي منافس، فلقب الدوري لن يذهب إلا لصاحب السطوة والقوة والأجدر حتى في نشر الأكاذيب وقيادة حملات التضليل، فلقب الدوري ليس للبطل السابق الحسين إربد ولا للمتصدر الحالي فريق الرمثا، ولن يكون قريباً من الوحدات والفيصلي قطبي الكرة الأردنية، ولن تجرؤ بقية الفرق التي تتنافس على الهروب من الهبوط على المنافسة للظفر بالجائزة الكُبرى.
لذا من هو البطل الضال المُضل الذي يستحق اللقب في مرحلة ينتصر الظل فيها على الأصل، إنه فريق “الفيسبوك” بطل الدوري وكل دوري بعد أن أصبح السيف المسلط على رقاب الأندية، فيقود إدارتها من مصيبة لأخرى كون الآراء الهلامية لنجوم “الفيسبوك” تنتصر للأصدقاء والمعارف، وللحق فان أبطال عصر البلهاء على رأي الفيلسوف أمبرتو إيكو لا يعرفون الحق ولا التخطيط السليم في بناء الفرق، ورغم ذلك ينجحون في إثارة الفتن والجماهير تحت راية النتائج، لترفض هذه الفئات أي نتيجة إلا الفوز والذي إذا تحقق يغرسون فيه ألف خنجر للطعن في أحقيته كون الحسابات بعيدة كل البعد عن كرة القدم.
وفي هذه الظروف التي أصبح من الصعب ومن شبه المستحيل العمل فيها، بعد أن أصبح دور إدارات الاندية هامشي، كونها لا تعتمد على التخطيط السليم المبني على مشروع بناء الفرق بل على ما يُكتب على صفحات القطيعة الاجتماعي، لتقوم بتبدل مدربيها حسب نتائج كل لقاء ليتحول العمل الإداري من صناعة المشروع وتحقيق الهدف إلى تجارة التجزئة، كل ذلك بفضل قوة العالم الموازي الذي حول العديد من الادارات إلى مجموعات من الأشخاص المذعورين، فيتقبلوا تلبية رغبات من لا يعرفون في الرياضة ولا كرة القدم حرصاً على البقاء في مواقعهم، ليحول أبطال “الفيسبوك” غالبية إدارات الأندية ولاعبيها ومدربيها مجتمعين إلى “كومبارس” يأتمرون بأوامر هلامية.
في المقابل كان الاتحاد الأردني لكرة القدم أصلب وأقوى في مواجة العالم الهلامي ولم يتأثر بتغريدات البعض ونعيق الكثيرين، فنفذ برامجه وخططه حتى وصل منتخب النشامى إلى نهائيات كأس العالم ليختفي الهجوم الموازي بصورة مبدئية بانتظار خطة تجهيز المنتخب للنهائيات، وفي ذات الوقت يستمر الهجوم ولن يتوقف على دائرة الحكام كونهم الجناح الأضعف في منظومة اللعبة، ورغم الهجوم إلا ان دائرة الحكام تدير ظهرها لجميع التعليقات وتعمل بثقة كبيرة، بفضل نهجها “الصمت أبلغ من التغريدات المتتالية”.
آخر الكلام:
أبطال التواصل الاجتماعي هم من يعزلون ويعينون المدربين، وهم من ينهون عقود لاعبين ويجبرون ادارات الاندية على تعاقدات ترفضها الادارات في أحاديثها الخاصة، لكنهم يدافعون عن قرارتهم أمام الإعلام حتى لا يظهرون بمظهر التابع، وطبعاً لا أقصد أحد بشخصه إلا من شك في نفسه.!!